لحظة شك
لحظة موت
لحظة عذاب أكبر من كل شئ
لحظة جنون تأخذ عقلى إلى الجحيم
تلك التى أحبها .. تخدعنى !
توهمنى بأن الجنة ملك يدى
بأنى أنا الحبيب المنتظر
وبدون أن تحسب للزمان حساب
وبدون أن تعلم أنى إنسان
يرتفع الستار
وترى خلف الواقع أصعب إختيار
الخداع ؛ العذاب ؛ الدمار
وقرار ليس بقرار
بل نهاية الإنتظار
بل هو الإنتحار
كيف يافارستى الخياليه
كيف يامن سميتك بالملاك
كيف تدور عقارب الساعه ومعها مشاعرك
تتحولين من هدوء الربيع إلى بركان يعوى بداخلى
كنتِ أجمل ميراث لقلبى
ثم صرتِ ذبحة لا يداويها الزمان
كيف تقتلينى بالله عليكِ
كيف هان عليكِ قلبى
لمن ستكونى بعد جنونى
ومن غيرى سيكمل قصرى
ومن غيرى سيكلم تلك القصيدة التى لم تنتهى
ومن غير سيقولها لكِ مثلما قلتها
أحبك بلون خيالى
وطعم خيالى
لا وجود له سوى بخيالى
كونى كما شئتِ ولمن شئتِ
ولكن قبل النهايه السريعه
دعينى أنشد لكِ ماشئت أنا
دعينى أحملك وصايا قلب قد ضل الحياة والذنب عينيكِ
أوصيكِ بغيرى إن احبك مثلى أن تعلمى أنه رجل
وأن الرجال إن أحبوا صاروا أعظم شئ
وصاروا أرق شئ
وصاروا أجمل شئ
فلا تقتلى الجمال بيديكِ
ولا تحرقى حدائق الربيع بيديكِ
أوصيكِ أن ترحبى ببريد دموعى كل مساء
وأن تشربى تلك الكأس التى صنعتها لكِ
على أضواء الشموع السوداء
وأن تنامى على عشبى اليابس الجاف
فى أطول ليالى الشتاء
أوصيكِ أن تنسينى
حتى قلبك يستطيع أن يحب من يشاء
أوصيكِ أن تخلعى هذا الخنجر المسموم من قلبى قبل أن ترحلى
وتلقيه بالبحر فى ليلة هوجاء
كى يذوب ومعه تضيع رائحة الدماء
أوصيكِ إن سقطت أمام عينك فلا ترحلى دون أن تسمعى آخر كلماتى
فهى طقوس دفن الشهداء
أن تغسلينى بيديكِ
وأن تكفنينى بعينيكِ
وأن تدفنينى شمال صدرك
حيث مدينة الأمراء
وأن تكتبى على قبرى كلمات العزاء
عاشق ضل الطريق صريع فتاته الحسناء
أحبها حتى الجنون
حتى الموت
حتى العناء
وظن أنه يعشق ملاك
بل خانته ظنونه
كما خانته تلك الحسناء
ثم تضعى صورتك الذهبيه وتذهبى
ولتكتبى على الباب